الركض وراء الزمن

ليس بوسعنا أن نمسك ساعة واحدة ونعيشها على مهلٍ مناّ, حتى الذكرى لاتتعدى لحظات فتعبر خيالنا كقطارٍ سريع .
عقارب الساعة تهرول من سيوقفها ويأمرها أن تتحرك ببطئ كي نشعر بساعات حياتنا التي تنتهي دون إدراك لها,من سيقف أمام الأيام ويقول امضي بهونٍ دون أن نستعجل, فسنوات عمرنا تنقضي ولن نصدق أنها انقضت لأننا لم نحياها كما ينبغي ,نحاول بشتى الطرق أن نوثق حياتنا عبر الصور والتسجيلات المختلفة فتلهينا في الحقيقة هي الأخرى عن العيش في الحاضر بكل جوارحنا .
كرجلٍ هاربٍ هو الزمن تركض ورائه الحياة والأحياء, يركضون وراء ملاهي الحياة التي ستوصلهم بسرعة نحو المنعطف الأخير.
وحدهم العشاق الذين عقدوا صفقة مع الزمن ليتركهم في مأمن يعيشون السكينة المأمولة في هذه الدنيا العابرة,فتجد العاشق يعيش ساعاته فتطول ولاتتجاوزه إلا بشدة ولايتجاوزها هوّ ,لأنه يرى في الحياة مايستحق التأمل ,له مساحةٌ لشّوق واللقاء والحنين والبكاء , ومناظرة القمر والنجوم في غياهيب الليل والإحساس بجماليات الحياة و الكون ...
الزمن يخدع الجميع و لايستطيع خداع الصادقين الذين تعلموا الاكتفاء بما رزقوا به, فيفسحون الطريق للاخرين لسباق دائمٍ يخوضونه وركضٍ حتى نقطة النهاية.

بقلم : مارية