اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

الحب في القرآن الكريم والسنة النبوية

الحب في القرآن الكريم والسنة النبوية
 الدين الإسلامي دين المحبة، ودين الرحمة، والله من أسمائه الودود، ومن أسمائه الرؤوف، وقد قال في حق سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم -: [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {التوبة:128} ، وقال في حق أحبابه وأصفيائه: [إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا] {مريم:96} .
عباد الله : المحبة وردت في القرآن في أكثر من موضع وبمعانٍ مختلفة ، ووضع القرآن الكريم ميزاناً للحب والبغض، وحد حدوداً للرضا والسخط حتى لا تضيع الحقوق، ويفنى الأفراد بين حب أعمى وبغضٍ عقيم، فكان هذا الميزان الحق مانعاً للشر، جالباً للحق والعدل، قال تعالى:[ وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ ] {الحجرات:7}

عباد الله : المحبة منحة إلهية وعطية رحمانية، وهي محمودة إن كانت فيما يُرضي الله ورسوله، ومذمومة إن كانت في عكس ذلك. وأفضل الحب من أحب لله وأبغض لله قال صلى الله عليه وسلم-: مَن أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ».
عباد الله : إذا تمكن حب الله في القلب تغلب صاحبه على الشهوات والنزوات وتمتع بقرب مولاه فهذا يوسف عليه السلام خير دليل وقدوة وأسوة إذ قال:

[قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ] {يوسف:33} وإن من صفات المؤمنين أنهم يحبون الله كما أحبهم فقال سبحانه وتعالى في وصفهم [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] {المائدة:54} بل إن المؤمن أشد حباً لربه المنعم عليه، [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ ] {البقرة:165} ، فالمؤمن يقدم حب الله على كل حب ، وإذا قدم محبوبات الدنيا ومرغوباتها على حب الله فقد خاب وخسر قال تعالى: [قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ] {التوبة:24}
عباد الله :إن من علامات حب الله إتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالحب ليس شعاراً يرفع بل سلوك واقتداء قال تعالى[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه حلاوة الحب لله، ويبين لهم الأثر المحمود لهذا الحب، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَن يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا، وَأَن يحب العَبْد لَا يُحِبهُ إِلَّا لله، وَأَن يكره أَن يرجع فِي الْكفْر بعد إِذْ أنقذه الله مِنْهُ، كَمَا يكره أَن يلقى فِي النَّار " البخاري ومسلم
عباد الله : من أعظم الواجبات على المؤمن حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى أوجب علينا ذلك وتوعد من خالف فيه.
ودلت السنة على أنه لا إيمان لمن لم يقدم حبَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كلِّ محبوب، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
عباد الله: ما أجمل الحب في الله فهو سبيلك الى الخير والراحة في الدنيا والآخرة وطريقك الى رضوان الله وجنته فاسمع لحديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذْا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» اقول قولي هذا واستغفر الله
عباد الله: المحبة في الله سبب لنيل محبة الله ورسوله وهي خير ما يعده الإنسان للقاء الله، وهي سبب لدخول الجنة، فعَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ويلك ومَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قَالَ: " فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " متفق عليه

مدونة اشرقت

Post a Comment

أحدث أقدم

اعلان اسفل القائمة العلوية

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية